أحياء الصفيح بسيدي بنور بين التهميش والاقصاء.

0

 

سيدي بنور نيوز : حنان قرين

لم يشفع لمدينة سيدي بنور توفرها على أكبر سوق أسبوعي وأكبر معمل لصنع السكر ،فقد حظيت كغيرها من المدن بنصيبها من الأحياء الصفيحية .

وقد اخترنا التطرق في هذا المقال لحي القرية على اعتباره أكبر الأحياء الصفيحية بالمدينة .

كريان القرية ،حي القرية ،براريك القرية ،تختلف التسميات التي تطلق عليه ويتوحد الفضاء المقصود ؛هو ذاك الحي القصديري الذي لا ينعم بتوطئة تاريخية تنصف شخصيات تخرجت من براريكه .

القرية هي تجمعات سكانية تضم أشخاص مختلفي المناطق جعلتهم قساوة بواديهم يرتحلون مكرهين ،ويجعلون من هامش مدينة سيدي بنور فضاءا يأويهم ،يوحدهم البحث عن عمل بين أحضان مدينة نائمة إقتصاديا ،فبدل أن يندمجوا في حياة مريحة التي لطالما رسموها في لياليهم البيضاء وجدوا إقصاءا وتهميشا…

براريك القرية بدأت في بداية أمرها بتجمعات قليلة ثم مع توالي السنون أضحت القرية من كبريات الأحياء الصفيحية ؛بيوت من الآجور الطيني وسقف قصديري هي ملامح الكريان ،كريان القرية الذي يرتعب كل من سمع لفظه وكأنه يأوي وحوشا آدمية.

العيش هنا هو بمثابة المنعزل ،فمن يتخذ هامش المدينة مقرل له طبيعي أن يهمش. وهكذا كانت الحياة في كريان القرية تهميش واقصاء ،ففي الصيف ضيق أزقته وتقارب براريكه يجعل من صيف الساكنة صيفين ،أما الشتاء فحدث ولا حرج فأسقفه تعجز عن الصمود أمام قطيرات صغيرة فما بالك إن كان العام سيحظى بأكثر من قطيرات يتحول حينها الكريان إلى بحيرات متفرقة صالحة لكل شيء عدا السكن ،هذه لمحات من معاناة يومية لساكنة القرية ،هذا الحي الذي طالت انتظارات ساكنته في الانفراج فالمشروع الذي أطلق سنة 2004 لاعادة إيواء ساكنة القرية طال تنزيله على أرض الواقع وطالت معه أماني الساكنة في الاستفادة من سكن لائق .ولا زالت الساكنة تمني النفس بالخلاص الذي تزاداد أماله كلما إقترب الموسم الانتخابي لكن سرعان ما يهوى سقف الأحلام مع نجاح المرشح الذي يخلف بوعده للساكنة التي لا تبصره إلا مع إقتراب موسم إنتخابي آخر لتعاد سلسلة الأحلام المؤجلة .

معاناة الساكنة تتجاوز حدود ظروف السكن ،فالحي أصبح مرتعا لكل أشكال المجرمين،فتجار المخدرات والمتطرفيه يجدون فيه مرتعا وفيا لنشاطاتهم التي تهدد أمن الساكنة وتسيء لسمعتهم …وتزيد من بطالة شبابه سواء المجازين أو الذين بدون شواهد الذين تجدهم يتسكعون في دروبه في غياب تام لأبسط ظروف الترفيه لساكنة باتت لا تحلم إلا بسكن لائق يضع حدا لمعاناتها اليومية .

Loading...