جمال هناوة.
تعيش الثانوية التأهيلية دكالة بالعونات التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور على صفيح ساخن وحالة غليان بعد اتهام والد احد تلاميذ مستوى البكالوريا وهو بالمناسبة رئيس الجماعة الترابية العونات لمدير المؤسسة باستغلال الدورة الاستدراكية لامتحانات البكالوريا لتصفية حسابات سياسية معه ذهب ضحيتها ابنه الذي تم اتهامه بالغش ومنعه من مواصلة إجراء الاختبارات.
وشدد “عبد الرحيم اكرار” والد التلميذ في شكاية وجهها إلى كل من السيد وزير التربية الوطنية والسيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور على أن ابنه “صلاح الدين اكرار” الذي يتابع دراسته بالثانوية التأهيلية دكالة قد تم تجريده يوم الأربعاء 22 يوليوز 2020 عند مدخل المؤسسة من هاتفه النقال إسوة بباقي زملائه طبقا للقانون المعمول به في هذا المجال، وخلال اجتيازه لمادة العلوم الفيزيائية وبعد مرور ساعة ونصف تقريبا اقتحم مدير المؤسسة قاعة الإمتحان وتحدث بطريقة سرية مع لجنة المراقبة التي توجهت صوب التلميذ ولم تقف على حيازة أو إثبات أي وسيلة للغش وهو ما أثر بشكل سلبي على نفسية إبنه وباقي زملائه داخل قاعة الامتحان.
والغريب في الأمر –تضيف الشكاية- أنه بعد انتهاء ابنه من اجتياز امتحان مادة العلوم الفيزيائية سلم ورقة الأجوبة بطريقة عادية وغادر قاعة الإمتحان، لكن في الفترة المسائية فوجأ بحارس الأمن الخاص يمنعه من ولوج المؤسسة مطالبا إياه بضرورة إحضار ولي أمره.
وبعد التحاق المشتكي بمركز الامتحان واجهه مدير المؤسسة بتبريرات وشروحات خارجة عن الضوابط التربوية معتبرا أن منع ابنه من مواصلة الاختبارات يتعلق بقرار لجنة المراقبة في محاولة يائسة للتملص من المسؤولية وتعليق هذه الانتهاكات والخروقات السافرة على مشجب لجنة المراقبة.
وأكد المشتكي على أن هذه السلوكات التي اعتبرها لاأخلاقية ولا تربوية ليست إلا محاولة لتصفية حسابات سياسية معه على اعتبار أنه رئيس جماعة العونات وان ابنه البريء كان ضحية لها خصوصا وأن ابنه ظل طيلة مدة الامتحان يتعرض للتهديد والوعيد، كما أن أساتذة الحراسة لم يسلموا كذلك من الضغوطات والتهديد لإجبارهم على السكوت عن عملية الغش المفبركة ليتم اتهام تلميذ بريء بالغش وحرمانه من مواصلة إجراء اختبارات الدورة الاستدراكية للبكالوريا وتعريضه لضغوطات نفسية قوية مطالبا في الأخير بفتح تحقيق في النازلة واتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع الظلم الذي لحق ابنه وإنصافه.
وعلاقة بنفس الموضوع أمرت النيابة العامة بابتدائية سيدي بنور عناصر الدرك الملكي بالعونات بالاستماع إلى جميع أطراف هذه القضية حيث تم الاستماع للتلميذ ولجنة المراقبة ولمدير المؤسسة ولازال البحث جاريا للكشف عن ملابسات هذا الملف الذي يستأثر باهتمام بالغ من فعاليات المجتمع المدني بالعونات.
يذكر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها اتهامات لمدير الثانوية التاهيلية دكالة باستغلال امتحانات البكالوريا لتصفية حسابات سياسية، إذ سبق أن وجهت عائلة تلميذة الموسم الماضي شكايات مماثلة إلى وزارة التربية الوطنية والأكاديمية الجهوية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور تتهم فيها رئيس مركز الامتحان باستهداف التلميذة وفبركة ملف غش في الامتحان وتمت مطالبة الجهات الوصية بإبعاد المدير عن امتحانات البكالوريا ضمانا لنزاهة هذا الاستحقاق الإشهادي الهام، وفعلا حلت لجنة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين البيضاء سطات بالثانوية التأهيلية دكالة وأجرت بحثا في الموضوع وظلت الأمور على حالها، قبل أن يتفجر الوضع مرة أخرى نهاية الموسم الجاري بتوجيه اتهامات للإدارة التربوية باستغلال استحقاق البكالوريا لتصفية الحسابات الشخصية والسياسية، الشيء الذي يستدعي من المسؤولين التربويين مركزيا وإقليميا التدخل العاجل وإجراء بحث وتقصي في حقيقة ما يجري ويدور بردهات هذه المؤسسة التعليمية.
بقيت الإشارة إلى أننا حاولنا الاتصال بمدير الثانوية التأهيلية دكالة لتقديم رأيه حول حقيقة هذه الاتهامات إلا انه تعذر علينا ذلك وتبقى صفحات الموقع مفتوحة في وجه من أجل استجلاء الحقيقة وتنوير الرأي العام بحيثيات الموضوع.