الاستاد موسى مريد لعبد السلام بلقشور …. متى كانت الرياضة قاطرة للتنمية ما دامت”الجلدة” مملوءة بالهواء لا بالتنمية
تعلمنا و نحن ندرس علوم الاقتصاد أن القطاعات الاقتصادية Les secteurs economiques ثلاثة: الفلاحة و الصناعة ثم التجارة و الخدمات( السياحة و الخدمات البنكية و التأمينات الخ).. و تعلمنا أن الدول القوية و المتقدمة اقتصاديا و ينعم مواطنوها و مواطناتها بالعيش الرغيد هي تلك التي تحتل مراتب عليا في الإنتاج الصناعي و الفلاحي و التجاري و الخدماتي.. لم نسمع قط أستاذا قال بالرياضة قاطرة للتنمية و التقدم! لم نسمع ان دولة تقدمت اقتصاديا بفضل احرازها كأس العالم! حتى جاء رئيس الجماعة بهذا الشعار كأنه يحمل نظرية جديدة في الاقتصاد ! والغريب في الأمر أن صاحب هذا الشعار يشغل منصب ممثل الفلاحين في البرلمان!! فكان حريا به رفع شعار الفلاحة رافعة للتنمية، في بلد يحتاج الى تحقيق أمنه الغذائي و المائي.. لكن يبدو أن تعشيب ملعب و جلب عشرين لاعب و الانتصار في بضع مباريات ، أسهل و أكثر مردودية سياسية، من صداع عمليات زراعة البطاطس و قلع الشمندر! و اسألوا فوزي لقجع و ايت منا و الناصري، هؤلاء الذين صاروا نجوما بفضل الجلدة المعلومة.
من السهل رفع الشعارات و التفنن في إبداعها، لكن الواقع كشاف للحقائق. فلقد انكشفت أكذوبة إعادة تشغيل معمل السكر، كما انكشفت كثير من الوعود الزائفة. و هذه أزقة و شوارع و أحياء المدينة ملأى بالشباب المعطل، و انسداد الآفاق في العيش الكريم دفع بالكثيرين للهجرة طلبا للرزق، و وصل الأمر ببعضهم الى ركوب قوارب الموت..
و لئن توسعت هذه المدينة عمرانيا في السنوات الأخيرة، فإن الفضل كل الفضل يعود لعبقرية أهلها التجارية، و مهارات حرفييها،و اجتهاد فلاحيها و موظفيها و شبابها المكافح.. و رغم ايجابية هذا التوسع العمراني الكبير، فلم تشهد المدينة منذ اكثر من عقد من الزمن بناء مدرسة جديدة أو إنشاء معهد أو تدشين معمل واحد!! بل لقد ساد الكساد و الفقر و البطالة أوساط الساكنة..
لقد تم صرف الملايير من المال العام على شعار الرياضة قاطرة التنمية، و تم إهمال انتظارات الناس في التعليم و الصحة و التشغيل و السكن.. و بدا جليا أن الأمر يتعلق فقط بالاستغلال السياسوي للعبة يعشقها الجميع لأغراض انتخابية ضيقة.. و هكذا استطاع الرئيس تحقيق بعض من طموحاته الشخصية في الوصول للمناصب، و اتضح ان الجلدة مملوءة بالهواء فقط، و لم تتحقق لساكنة هذه المدينة تنمية و لا هم يحزنون.