الفضاء التجاري للقرب بالوليدية صرفت عليه ميزانية كبيرة دون تحقيق الأهداف المسطرة

0

 

الوليدية: سيدي بنور نيوز

يعتبر الفضاء التجاري للقرب بالوليدية من بين المشاريع الكبرى التي أنجزت مؤخرا بمدينة الوليدية، بشراكة بين المجلس الجماعي المحلي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ كلف إنجازه أكثر من 1 مليار و900 مليون سنتيم، وقد حصل المقاول المكلف بإنجاز هذا المشروع على الصفقة كانلها قبل إتمام المشروع وفتحه، بحيث ظهرت بعض العيوب في البنية التحتية مباشرة بعد الشروع في استغلال فضاءاته الداخلية استحال معها إلى حد الآن إيجاد حلول لها.
إن الموقع الذي شيد فوقه السوق النموذجي لم يكن مشجعا لمجموعة من التجار و البائعين للإنتقال إليه، قصد استغلال فضاءاته وعرض منتوجاتهم وسلعهم للبيع، مبررين ذلك بكون هذا السوق النموذجي لا يقع وسط مركز المدينة الذي يعرف حركة ذؤوبة ونشاطا تجاريا كبيرا، وبالتالي فإن الحصول على فضاء تجاري بهذا السوق لن يكون عملية مربحة بالنسبة إليهم بسبب وجوده في مكان بعيد وغير معروف لدى المشترين وزوار المدينة، وهو ما دفعهم إلى البحث عن محلات تجارية أخرى مربحة، حسب ما جاء على لسان بعض البائعين.
أكثر من ذلك فإن هذا السوق لا تجد به سوى عدد قليل من البائعين، أغلبهم بائعو الأسماك وخاصة السردين الذين يقومون بشيه للزبناء، إضافة إلى بائعي الخبز والنعناع والقزبر و المعدنوس وبعض الخضر، في حين رفض بائعو فواكه البحر عرض منتوجاتهم به مبررين ذلك بقلة الزبناء وتعرض منتوجاتهم للتلف، ولهذا فضلوا الحصول على محلات تجارية بالقرب من الشاطئ بموافقة من المجلس الجماعي والسلطة المحلية بناء على شهاداتهم في الموضوع.
أما جل الفضاءات داخل هذا السوق النموذجي فهي فارغة، ولهذا يعتبر مشروعا فاشلا، لأن الجهات المسؤولة عن المدينة لم تستطع إقناع البائعين والتجار الإلتحاق بهذا السوق، ووضع حوافز تشجيعية وتوفير جميع السبل أمامهم لخلق حركة تجارية نشيطة به، مع العلم انه يوجد في موقع استراتيجي وسط المدينة، لكن لا توجد علامات ولوحات إشهارية تنير طريق زوار المدينة إليه، كما أن هذا السوق النموذجي يشكل بديلا للسوق الأسبوعي الذي أصبح شبه فارغ، من جراء مقاطعة مجموعة من التجار والبائعين له، على إثر تغيير موعده من يوم السبت إلى يوم الأربعاء، وبالتالي فإن هذا السوق النموذجي من شأنه أن يوفر الحاجيات الأساسية لسكان وزوار مدينة الوليدية خلال فصل الصيف.
من جهة أخرى يعاني السوق النموذجي من بعض المشاكل المرتبطة بالبنية التحتية التي تؤثر سلبيا على على حركته ونشاطه، منها: عدم توفره على الماء الصالح للشرب، وإغلاق المراحيض بسبب انعدام الماء بها، وهو ما جعلها في وضعية كارثية مع انتشار الأزبال والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف بداخلها، وبالتالي فانعدام الماء يجعل بعض الأماكن متعفنة خاصة فضاءات شي السمك نتيجة عدم تنظيفها، وعدم وجود حاويات الأزبال وهو ما يؤدي إلى رمي النفايات في جميع الأماكن دون اكتراث بالبيئة والحفاظ على نظافة المدينة.
لكن الغريب في الأمر هو تمزق أغطية الفضاءات التي تحمي البائعين والمشتريات من لهيب الشمس الحارقة والأمطار، بسبب انعدام أشغال الصيانة وعدم جودة هذه الأغطية، فمن سيقوم بهذه الأشغال؟ ومن يتحمل المسؤولية في الوضعية التي آل إليها هذا السوق النموذجي؟ علما أن بعض المصادر تؤكد بأن المقاول الذي أنجز هذا المشروع حصل على المبلغ الكامل للصفقة قبل نهاية الأشغال وافتتاحه.
وفي الأخير فإن هذا السوق النموذجي بالوليدية يبقى وصمة على جبين الجهات المسؤولة التي ساهمت في إخراجه إلى حيز الوجود، فهو مشروع فاشل صرفت عليه ميزانية ضخمة، بحيث ظهرت به مجموعة من العيوب التحتية بعد الشروع في استغلال فضاءاته، كما أنه لا زال فارغا بحيث لم يتم إقناع التجار والبائعين بالإنتقال إليه، ولا السكان والزوار بالذهاب إليه لإقتناء حاجياتهم.

Loading...