الوضعية الكارتيه لمقهى الحديقة تكشف بالواضح فشل مجلس الزمامرة.

0

أصبحت بناية مقهى الفلفل سابقا المتواجدة وسط المدينة داخل الحديقة العمومية والتي هي ملك جماعي في وضعية كارثية، أكثر من ذلك فهي تعد نقطة سوداء داخل المدينة إذ تعتبر مرتعا لتجمع الأزبال والنفايات الصلبة، كما حولها المواطنون الى مراحيض عمومية تفوح منها روائح كريهة تزكم أنوف المارة والجالسين داخل الحديقة العمومية للاستراحة.

فلقد كانت مقهى الفلفل في السابق معلمة تاريخية بحكم موقعها الاستراتيجي على الطريق الوطنية الاولى، اذ يزورها المسافرون والسياح الأجانب لأخذ قسط من الراحة قبل مواصلة السفر، إذ كانت تتوفر على مقهى ومكان لبيع المأكولات الخفيفة لكن بعد ذلك قام المجلس الجماعي بفسخ العقد مع مكتريها، لتتحول الى مكان مهجور يقصده المتشردون والمنحرفون للمبيت فيه ليلا اضافة الى بعض الكلاب والقطط الضالة التي تتخذ منها وكرا لها.
ولهذا يتساءل مجموعة من المواطنين عن الأسباب التي دفعت بالمجلس الجماعي عن إزلة هذا المقهى التاريخي، الذي كان تستقطب يوميا مجموعة المواطنين سواء أولئك الذين يأتون لقضاء أغراضهم الادارية بجماعة الزمامرة أو بباشوية الزمامرة، أو أولئك الباحثين عن الراحة والترفيه بحكم وجود هذه المقهى وسط حديقة عمومية مكسوة بأشجار الكاليبتوس العالية وبعض الأزهار والمغروسات، إذ تعتبر مكانا مفضلا لهم لا سيما خلال فصل الصيف للتخفيف من درجة الحرارة.
فإذا كان البعد الايكولوجي حاضرا في فلسفة المجلس الجماعي فلماذا تم التراجع عن الاهتمام بالغطاء النباتي الذي كانت تتوفر عليه هذه الحديقة العمومية، بحيث لم يبقى منه أي شيء سوى أشجار الاوكاليبتوس العالية في ظل عدم توفرها على حارس يعتني بها، علما أن موقعها الاستراتيجي المطل على الطريق الوطنية الأولى وعلى ساحة الإنبعاث من شأنه أن يوفر متنفسا آخر للسكان وأيضا الزوار الذين يقصدون المدينة أيام مباريات نهضة الزمامرة داخل ميدانه بملعب أحمد شكري، فماهي هي الصورة التي سيأخذونها عن مدينة الزمامرة.
بقيت الإشارة أن تراجع المجلس الجماعي للزمامرة عن استغلال هذه المقهى وعن الاهتمام بهذه الحديقة العمومية، يدخل في إطار سياسة المجلس الجماعي للزمامرة الرامية إلى تحويل هذا الفضاء الأخضر الجميل والتاريخي الى مركز تجاري أو مرافق إدارية. وهو اختيار ليس في محله لأنه سيساهم في تقليص المساحات الخضراء داخل المدينة، ولهذا يطالب مجموعة من السكان بالزمامرة من المجلس الجماعي العدول عن هذا التوجه وترك هذا الفضاء الأخضر كمتنفس لسكان المدينة.

Loading...