ادريس بيتة.
توجد حديقة الحسن الثاني بمدينة الزمامرة في وضعية يرثى لها، إذ طالها الإهمال والتهميش، إذ تعتبر معلمة تاريخية بالمدينة وتحمل اسم ملك عظيم المرحوم الملك الحسن الثاني الذي عاشت في عهده البلاد التقدم والازدهار والإستقرار، بحيث كانت هذه الحديق تحتوي على مجموعة من الأغراس والأزهار النادرة الى جانب أشجار الأوكاليبتوس، إذ لم يبق منها أي شيء وتعرضت للاجتثات بسبب الإهمال الذي طالها وعدم الاعتناء بها من سقي وأسمدة ومبيدات، ولم يبق من ذلك سوى أشجار الأوكاليبتوس والنخيل التي تشهد على تاريخ هذه المدينة.
وقد كانت هذه الحديقة تتوفر على مقهى تسمى بمقهى الفلفل تابعة لأملاك جماعة الزمامرة كانت مكتراة وتدر مدخولا في خزينة المجلس الجماعي، لكن في السنوات الأخيرة تم إغلاقها، وأصبحت هذه المقهى عبارة عن أطلال شاهدة ومرتعا للأزبال والمتشردين والكلاب والقطط الضالة ومراحض للمواطنين، بحيث كانت هذه المقهى والحديقة مزارا للمسافرين والزائرين للمدينة، ومحجا للسكان من أجل الاستراحة والاستمتاع بالطبيعة، وكانت تقصدها الأمهات والأطفال لوجود بعض الألعاب بها، لكن الأمور تغيرت في السنوات الأخيرة وأصبحت عبارة عن مكان مهجور وشبح مخيف.
وأكدت بعض المصادر المقربة بأن هذه الحديقة ستزول من خريطة المدينة مستقبلا، وستتحول إما لمشروع تجاري أو إداري.
نفس الشيء ينطبق على حديقة الحي الإداري المتواجدة قرب مقر البريد بنك بالزمامرة، التي طالها التهميش والنسيان منذ عدة سنوات، إذ تعتبر مكان مفضلا للتلاميذ والتلميذات لمطالعة دروسهم، بحكم قربها من المؤسسات التعليمية المتواجدة بالحي الإداري، لكن هذه الحديقة تعرضت بنيتها التحتية للتخريب والتدمير خصوصا السياج الحديدي، إضافة إلى اجتثات الأغراس التي كانت بها نتيجة بسبب عدم سقيها، علما أن بعض المصادر تشير بأن الحديقة ستتحول الى مشروع سياحي، لكنها الى حد الآن لا زالت على حالها وأصبحت مرتعا لرمي الأزبال وتجمع الكلاب والقطط الضالة.
وفي ظل التهميش والإهمال الذي يطال هاتين الحديقتين اللتان تشكلان إرثا تاريخيا للمدينة، تبقى ساحة الانبعات هي الفضاء الوحيد الذي يقصده سكان المدينة للراحة والترفيه، وتعرف الازدحام في بعض الأوقات لا سيما بعد توقيت صلاة العصر نظرا لعدم وجود حدائق أخرى تمتص هذا الازدحام، علما أن بعض التجهيزات الموجودة بها تعرضت للتخريب، اضافة الى اجتثات العشب الطبيعي والأزهار وذلك بسبب عدم وجود حارس يحمي التجهيزات المتوفرة بها من التخريب والتدمير.