سيدي بنور نيوز
لأول مرة في تاريخ منطقة الوليدية، لم يعقد السوق الأسبوعي سبت الوليدية يوم السبت: 14 ماي 2022 ، بحيث بقي هذا السوق فارغا من الخيام والأشخاص والضجيج، وهو منظر غير مألوف لدى سكان الوليدية، ولا يكسر هذا الصمت سوى تواجد أفراد القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي مرابطة داخله وبجوانبه، وذلك بعد اتخاذ المجلس الجماعي للوليدية في دورة أكتوبر 2021 قرارا يقضي بتغيير يوم السوق الأسبوعي من السبت إلى الأربعاء، إذ سيكون أول سوق أسبوعي جديد يوم الاربعاء: 18 ماي 2022، فهل يعقد هذا السوق الاربعائي الجديد، مع العلم أن البائعين هددوا بمقاطعته إلى الأبد، لانه يتزامن مع مجموعة من الاسواق الأربعائية المربحة داخل إقليم سيدي بنور، التي يذهبون إليها بانتظام.
وقد عرف يوم الجمعة: 13 ماي 202 حالة استنفار قصوى في صفوف السلطة المحلية التي يرأسها باشا مدينة الوليدية، رفقة أعوان السلطة وافراد القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي، إذ تم منع التجار والجزارين والبائعين من الدخول إلى السوق الأسبوعي سبت الوليدية لنصب خيامهم ووضع بضائعهم وسلعهم بمقر السوق، استعدادا لإعماره يوم السبت. بحيث تم نشر القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي بالسوق الاسبوعي وعلى مداخل الطرق المؤدية إلى مدينة الوليدية، وإرجاع الشاحنات والسيارات المحملة بالسلع والخضر والأبقار والأغنام، ومنعها بالقوة من الوصول إليه، لكون البائعين يحطون الرحال بهذا السوق يوم الجمعة 24 ساعة قبل انعقاده بشكل رسمي يوم السبت.
وقد نتج عن هذا المنع تنظيم هؤلاء المتضررين وقفة احتجاجية سلمية بالقرب من السوق الأسبوعي، من أجل التنديد بهذا القرار المتسرع والجائر في حقهم، شارك فيها المئات من البائعين المستفيدين من فضاءات هذا السوق، زيادة على سكان المدينة.
وفي خطوة استباقية لامتصاص غضب المتذمرين من هذا القرار الجماعي، تم السماح لبعض الخضارين وبعض البائعين بالتوجه إلى السوق النموذجي داخل المدينة لعرض سلعهم وبضائعهم، وهو ما خلف ركامات من الازبال بسبب عدم تنظيف المكان بعد انتهاء عملية البيع والشراء.
وقد أعرب مجموعة من المتضررين من هذا القرار في تصريحاتهم للجريدة عن غضبهم واسفهم على ما وقع.
إذ قال أحدهم إن القرار الذي اتخذه المجلس الجماعي للوليدية هو قرار متسرع ومفاجئ، وكان من الضروري طلب الإستشارة من أمناء هذا السوق، وإخبار البائعين والمواطنين بذلك، فنحن مع تغيير مكان السوق إلى مكان آخر، لكنهم ضد تغيير الزمان من يوم السبت إلى الأربعاء، وأضاف بأن هذا السوق هو أساسي بالنسبة للبائعين لانه يعرف رواجا تجاريا كبيرا، جراء تزامنه مع نهاية الأسبوع الذي يكون أيام عطلة للموظفين والمستخدمين، وتوافد مجموعة من الزوار والسياح على مدينة الوليدية.
وأشار الثاني في تصريحه إنه لا يمكن أن نتخلى على سوق أربعاء مول البركي القريب منه ونأتي إلى سوق أربعاء الوليدية، لانه لدينا زبناء وديون لديهم يجب استخلاصها، ونفس الشيء بالنسبة لسوق السبت، ولهذا سنضحي بهذا الأخير بصفة نهائية بالرغم من وجود زبناء لديهم ديون كذلك، ولهذا نطالب المجلس الجماعي بتغيير هذا القرار والحفاظ على يوم السبت كسوف أسبوعي.
وأوضح مصرح ثالث بأن تغيير يوم سوق الوليدية من السبت إلى الأربعاء هو تغيير لتاريخ هذه المنطقة، بحيث كان آباءهم واجدادهم يتسوقون أسبوعيا من سوق سبت الوليدية لمدة تزيد عن 70 سنة، وأقسم اليمين بأنه لن ياتي إلى هذا السوق أبدا.
أما مصرح آخر فأكد بأن المجلس الجماعي للوليدية لم يستشر أمناء هذا السوق عند اتخاذه هذا القرار الجائر، كما لم يعقد أي لقاء مع التجار والبائعين لاخبارهم بهذا القرار المفاجئ والمتسرع.
من جهة أخرى يحتاج السوق الأسبوعي لمدينة الوليدية إلى إعادة الهيكلة نظرا للوضع الكارثي الذي أصبح إليه، فأصواره أكل عليها الدهر وشرب وتهدمت دون إصلاحها، أما أزقة وشوارع هذا السوق فهي متردية وتحتاج إلى الإصلاح والتعبيد، بحيث يغرق السوق في الأوحال أثناء الأمطار، كما أن اللحوم الحمراء والبيضاء، وبعض المواد الغذائية القابلة للتلف تعرض في أماكن غير صالحة تضر بصحة المستهلكين، وتنعدم فيها شروط النظافة، إضافة إلى أن مشكل النظافة مطروح بحدة داخل هذا السوق، إذ تنتشر الازبال والكلاب الضالة على نطاق واسع.
بقيت الإشارة أن هذا السوق الأسبوعي يدر على خزينة المجلس الجماعي أموالا طائلة، وبالتالي فتغيير يوم السوق الأسبوعي من شأنه أن يؤثر سلبيا على هذه المداخيل، نظرا لكون مجموعة من التجار والبائعين سيتخلون عنه، مع العلم أن المجلس الجماعي يعتزم تغيير مكانه في المستقبل، نظرا للتوسع العمراني الذي تعرفه المدينة، والازدحام و الإكتظاظ الذي تعرفه المدينة في يوم السوق الأسبوعي.