أصبحت حديقة الحسن الثاني التي تشهد على تاريخ منطقة الزمامرة وتحولها من جماعة قروية إلى جماعة حضرية، نقطة سوداء داخل مدينة المدينة نظرا لموقعها الهام بوسط المدينة والقريبة من الطريق الوطنية الأولى التي تخترق المدينة وتعرف حركة سير كبيرة.
بحيث أصبحت هذه الحديقة التاريخية كارثة بيئية داخل المدينة، إذ تحولت إلى مزبلة تتجمع بها الأزبال ومختلف الأنواع البلاستيكية المستعملة، وكذلك مرحاضا عموميا يلجأ إليه بعض الناس تدالمنعدمي الضمير للتخلص من البول والغائط، وهو ما يخلف روائح كريهة داخلها وبالمحيط المجاور لها، والذي يضم المقرات الإدارية لجماعة الزمامرة، و باشوية المدينة، ودائرة الزمامرة، والتي يلجأ إليها المواطنون لقضاء أغراضهم الإدارية.
كما تشكل هذه الحديقة ملجأ لبعض المشردين وذوي الأمراض النفسية والعقلية للجلوس والمبيت بها، لا سيما داخل فضاء مقهى الفلفل السابقة، كما تتجمع بها القطط و الكلاب الضالة في الليل والتي تهاجم المارين بالقرب منها، وبالتالي أصبحت هذه الحديقة التاريخية تشكل خطرا على المواطنين خصوصا في الليل نظرا للظلام الدامس الذي يسود داخلها.
فلماذا يتم استثناء هذه الحديقة من حملات النظافة؟ ولماذا لا يتم الإعتناء بجماليتها الطبيعية نظرا لتوفرها على أشجار الأوكاليبتوس العالية، و التي تعطي منظرا جميلا للمدينة ودورها في تلطيف الهواء؟ علما أن هذه الحديقة تشكل متنفسا طبيعيا لساحة الإنبعاث المجاورة لها، ومكانا مفضلا للمواطنين للإحتماء بأشجارها العالية من أشعة الشمس الحارقة.
ففي حالة برمجة المجلس الجماعي لمشروع آخر في مكان هذه الحديقة فإنه سيتم اجتثاث الأشجار التي تتوفر عليها، وتقليص الفضاء الأخضر داخل المدينة وهو ما سيضر بالبيئة.