عزيز، هشام ،عز الدين و الآخرون …

0

 

قد يصلح العنوان أعلاه لفيلم، يحكي معاناة شباب و فريق كرة القدم بالزمامرة مع التسيير العشوائي و اللاعقلاني حد العبث..
و مجمل الحكاية، أن رئيس الجماعة استولى على الفريق ،و جعل منه واجهة انتخابية، و برنامجا سياسيا، و خزانا من الأصوات، و وسيلة للتحكم في الشباب العاطل، و طريقا للوصول الى المناصب الرياضية على الصعيد الوطني، رافعا شعار الرياضة قاطرة التنمية! رأى الجميع الرياضة و لكن لم تكن هناك تنمية و لا هم يحزنون، و الدليل على ذلك، تعرض أبناء المدينة من لاعبين و أطر و اداريين و اعوان الى حملة إبادة ممنهجة من الفريق، و لا يسعني المجال هنا لذكر كل الأسماء، فالقائمة طويلة( نفوس، فيصل، الكوطي، نعيم، عز الدين، هشام، عبد السلام، عبد الواحد، فتوخ، الطاوسي..) و لكن يمكنني أن أجزم أن السبب في طرد هؤلاء يكمن في عقلية التسلط و الانتقام و الاستغلال و الاستبداد المسيطرة على الفريق..
من هؤلاء المطرودين، من عاش منذ طفولته في النادي عاشقا له و مضحيا بكل شيء من أجله كحالة الإطارين عزيز نعيم و عز الدين أبو الفراج الذين لعبا سنوات للفريق دون أية مطالب مادية، و حالة الإطار هشام الحسناوي الذي حقق المعجزات مع صغار الفريق دون أدنى اعتراف بذلك من طرف الرئيس أو من أولئك الذين أوكل إليهم مهمة تطبيق قراراته…
لكن أجمل ما في الحكاية هو روح التحدي و الكرامة و الكبرياء التي تمتع بها أبطالنا الثلاثة عزيز و عز الدين و هشام .. فهؤلاء لم يقبلوا الاستعباد و الاستغلال، و فضلوا العيش بكرامة لن ينساها تاريخ هذه المدينة: عزيز اتجه الى التجارة كبائع زيت الزيتون مستفيدا من مصداقيته و حب الجميع له، و هشام بابتسامته المعهودة و طيبوبته فاجأنا بخروجه الرجولي للبحث عن لقمة عيش كريمة رافعا رأسه، و عز الدين يسير بخطى واثقة لتحقيق الصعود مع فريق سيدي اسماعيل .. فتحية لهؤلاء الأبطال..

Loading...