سامح الله من دفع “الداغور” ليلعب فوق مسرح السياسة أدوارا أكبر منه، فلا يمكن للإنسان إلا أن يتعاطف مع الرجل وهو يراه يكابد من أجل ملء مقعد أكبر منه، وظني أن “الملياردير الوريث” سوف يندم لأنه لم يعرف كيف يعتذر عن الدور الذي أعطي له، وبيننا الزمن.
أصبح كاتب هذه السطور ضيفا غير مرحب به في جل خطب الداغور الركيكة وجمله المفككة، ولغته التي لا هي عربية ولا هي فرنسية ولا هي أمازيغية ولا هي غنذورية.
يوم من الأيام الماضية خصص لقاء لشباب المدينة ولزعيمها سعيد حسون حصة «محترمة» من السب والقذف والتهجم وكلام الصحافة الصفراء، وقال: «إن ذاك الشاب الذي تعرفونه لا شغل له إلا حزبنا واطاحة بنا ، وإنه يكذب على ابناءالمدينة، وإنه كاري حنكو لحزب … (لم يسمه)، وإنه تهجَّم على خمسة مناضلين اتحاديين( قدماء)، كل واحد فيهم يحصل على احترام الساكنة منذ سنوات، وختم حفل «المعيار» هذا بنصائح غالية لهذا العبد الضعيف، حيث نصحني الملياردير «بالاختيار بين السياسة مع حسون وعودة للعمل معه ، وعدم الخلط بينهما»، وأنا أقبل نصيحة «داغور »، ولكن بعد أن يجيبني عن بعض الأسئلة التي لا أجد لها جوابا، أما حكاية السب والقذف، فسيتكفل بها محامو الحزب أمام القضاء.
لكن أخبرني، أسي داغور ، أي سياسة سأختار.. هل تلك السياسة التي دفعتك إلى أن تلتحق بحزب … في الربع ساعة الأخير قبل إعلان لائحة ، وقد كنت، في نهار اليوم نفسه، في مقر حزب استقلال ثم لما جرى سد الباب في وجهك حولت الوجهة إلى حزب الوردة ، ، وتعهدت أمام الناس بعدم ارتداء أي قميص سياسي اخر ، ثم لما انتهى زمنك ، ومني الأحرار بفوز كاسح في الانتخابات الأخيرة، رجعت وتسلمت رئاسة الجماعة بطريقة غريبة دون سابق إنذار، ولا حتى بطاقة انخراط، وكأنك اشتريت بيتا مجهزا على طريقة «clé en main».
هل هذه هي السياسة التي تريدني أن أقوم بها.. سياسة القفز فوق الألوان والانتماءات، بدون منطق ولا مرجعية ولا مشروع؟
على فرض أن ابناء المدينة لا ذاكرة لهم، فهل يمكن أن تشرح لهم ولعلماء السياسة كيف صرت كفيلا لحزب … ، تدافع عنه أكثر مما يدافع عنه أبناؤه،
دعك من كل هذا، وأخبرنا يا سيد الداغور هل من السياسة أن تدعم في الانتخابات الأخيرة مرشحين من حزبين مختلفين وأنت مستقل.. أن تدعم في الجبل مرشح البام وفي السهل مرشح الأحرار؟ هل من السياسة أن تعترض على التحاق رفيقك بحزب الاستقلال دون مبرر.
أعرف أنك لم تعتد تننقد جمعيات المجتمع المدني وأحزاب السياسية والصحافة لك، وقد كنت على الدوام تجد طريقة للتعامل معها، وأن الإعلام الذي تموله لا علاقة له بالإعلام المهني الذي تنصحنا باتباعه، وأعرف أنك تستعمل كل الأسلحة التي تحت يديك لمحاربة شباب هذه المدينة وكاتب هذه السطور (وسنكشف ذلك بالأدلة قريبا)، وأعرف أنك لا تستطيع أن تجيب بالعقل والحجة عن انتقاداتنا لمخططك السياسي، وقد ظهر عاريا أمام الناس، ولهذا تلجأ إلى اتهامنا بالتبعية لحزب … ، لأن هذه هي حجة الضعيف الذي لا يناقش الحجة بالحجة، بل يلجأ إلى الاتهامات وإلى التخوين وإلى التشكيك دون دليل.
نحن، أيها الداغور ، ندافع عن احترام المنهجية الديمقراطية في تشكيل المجلس ومستقبل المدينه، وعن احترام نتائج الاقتراع، وعن توقير استقلالية الأحزاب، وعن صيانة الاختيار الديمقراطي المنصوص عليه في الدستور، أما حكاية التمويل، فأنت تعرف، والدولة تعرف، أين يوجد المال السياسي الذي يشتري الولاءات وخطوط التحرير والذمم، وأين تقع الدجاجات التي تبيض ذهبا، وهي، قطعا، ليست في مقر الليمون، ولا بين أحضان معلمي أحزاب اخرى، الذين يطلق عليهم الفايسبوكيون ببباعين ماتش
.
وما نكتبه اليوم، من آراء ومعلومات وحقائق، سيبقى مسجلا للتاريخ، أما أنت وأمثالك فعابرون في سياسة عابرة.
إلى دلك الحين دعني “سيدي” الداغور اهمس في ادنك أنتي لست راع في ضيعتك….