عزيز العبريدي
انطلق موسم قلع الشمندر السكري بمنطقتي دكالة وعبدة يوم 24 أبريل الجاري، وهو موسم استثنائي نظرا لانتشار وباء كورونا ببلادنا، إذ اتخذت إدارة كوزيمار بسيدي بنور مجموعة من الإجراءات الإحترازية بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية والأمنية حفاظا على صحة العاملين والفلاحين والمواطنين ومنع التجمعات داخل الحقول الفلاحية وبالمعمل، منها السماح فقط للشاحنات المنتمية لمنطقتي دكالة وعبدة بالعمل خلال هذه السنة، والتعقيم اليومي المستمر للشاحنات والجرارات، وإلزامية عملية القلع الميكانيكي، ومنع الفلاحين من إزالة أوراق الشمندر السكري، والتي خلفت جدلا واسعا في أوساط الفلاحين.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع تم استقاء شهادات بعض الفلاحين وأخذ رأي مصادر مقربة من إدارة كوزيمار بسيدي بنور.
وقال أحد الفلاحين في شهادته بأنه تفاجأ بهذا القرار الذي اتخذته إدارة كوزيمار بسيدي بنور، بمنع الفلاحين من جمع أوراق الشمندر السكري من الحقول، و لا يخدم مصلحة الفلاحين الذين يعولون كثيرا على جني أوراق الشمندر السكري من أجل تربية المواشي، لا سيما في ظل الجفاف الذي تعرفه البلاد والذي أثر سلبيا على إنتاج الحبوب بنوعيها المبكرة والربيعية، وأن السبيل الوحيد لتوفير الكلأ للماشية هو الإحتفاظ بأوراق الشمندر السكري، أكثر من ذلك فإن بعض الفلاحين باعوا أوراق الشمندر السكري قبل عملية القلع وتسلموا تسبيقا من المشتري، مطالبا إدارة كوزيمار بمراجعة قرارها وإنقاذ الفلاح من موسم الجفاف، من خلال السماح له بالإستفادة من أوراق الشمندر السكري، وأيضا بتخفيض سعر القلع الميكانيكي بسبب تأزم وضعية الفلاحين من جراء موسم الجفاف.
وأشار فلاح ثان بأن منع الفلاحين من جني أوراق الشمندر السكري صدم الجميع، لأن الفلاحين يعتمدون على هذه الغلة في تسمين المواشي، وكان على إدارة كوزيمار أن تأخذ بعين الإعتبار هذا الموسم الإستثنائي، والذي يتميز بالجفاف وانتشار وباء كورونا، وكانت له انعكاسات سلبية على مدخول الفلاح، وقبل اتخاذ هذا القرار كان عليها أن تستشير مع الجمعيات التي تمثل الفلاحين قبل اتخاذ هذا القرار القاسي في حقهم، مقترحا على إدارة كوزيمار تقديم تعويض مادي للفلاحين مقابل التخلي عن أوراق الشمندر السكري.
وأوضح فلاح ثالث بأنه مكره على جني أوراق الشمندر السكري من أجل ضمان الكلأ للمواشي التي يتوفر عليها، لأن ليس لديه شيء آخر تقتات منه المواشي في ظل الجفاف الذي أثر سلبيا على منتوج الحبوب، وبأنه لن يزيل أوراق الشمندر السكري إلا باستشارة مع المرشد الفلاحي حتى لا يتضرر منتوجه ويصعب قلعه، ملتمسا من إدارة المعمل التعامل مع شاحنات يسكن أصحابها بإقليم سيدي بنور، وبمنع اشتغال باقي الشاحنات المنتمية إلى مناطق أخرى، وذلك لتفادي نقل عدوى وباء كورونا إلى هذا الإقليم وحماية المواطنين، ووجه في الأخير رسالة إدارة الشركة يلتمس منها تقليص ثمن القلع من 1500 درهم إلى 1000 تضامنا مع المنتجين الذي تضرروا هذه السنة من الجفاف ووباء كورونا.
وقالت مصادر مقربة من معمل كوزيمان بسيدي بنور، بأن عملية القلع ستنطلق بشكل رسمي يوم الجمعة 24 أبريل الجاري في بعض المناطق بدكالة وعبدة، عن طريق القلع الميكانيكي الذي اعتادت عليه جل المناطق لمدة 05 سنوات، باستثناء بعض المناطق بسيدي بنور التي ما زالت تعتمد على القلع التقليدي، وقد ارتأت إدارة كوزيمار هذه السنة تعميم عملية القلع الميكانيكي نظرا للظروف الصعبة التي تمر منها بلادنا بسبب انتشار جائحة كورونا، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية قصد منع تجمعات اليد العملة بحقول الشمندر لتفادي انتشار كوفيد 19، بحيث تم الإتفاق أن من له الحق في الخروج إلى حقول الشمندر السكري أولئك الذين يتوفر على رخصة التنقل الإستثنائية، حتى لا نتسبب لأي شخص في متابعات قضائية، لأن بعض مناطق القلع قد تعرف زيارة للسلطة المحلية ورجال الدرك الملكي للسهر على تطبيق القانون.
وبخصوص منع إزالة أوراق الشمندر السكري من طرف الفلاحين فهذا غير صحيح موضحا بأن هذا الموسم كان استثنائيا وتميز بالجاف و قلة التساقطات، فمثلا في حالة تقصيص هذه الأوراق من طرف الفلاحين لمدة أكثر من أسبوع قبل عملية القلع، فإن هذه العملية ستنعكس سلبيا على جودة المنتوج وستلحق به أضرارا قد تجعله غير صالح للطحن، ولهذا ننصح الفلاحين بعدم إزالة هذه الأوراق إلا بعد إخبارهم من طرف المرشدين بعملية القلع بيومين أو ثلاثة أيام، آنذاك فمن يرغب في جني هذه الأوراق حتى يبقى المنتوج الشمندر طريا وذو في جودة عالية.
أما فيما يتعلق بعدد الشاحنات والجرارات المتعاقد معها لنقل الشمندر السكري إلى المعمل، فلم يطرأ عليها أي تغيير، مع استثناء خاص هذه السنة مرتبط بتفشي جائحة كورونا، إذ سيتم الإعتماد بشكل خاص على الشاحنات التي يملكها أصحابها بالمناطق الفلاحية بدكالة وعبدة فقط، ولن يسمح لأي شاحنة أخرى من خارج هذه المنطقة بالعمل كما جرت العادة في السابق، وذلك من أجل حماية المواطنين المتواجدين بهذه المناطق من وباء كورونا.