عن ظلم “الفاسدين” واستبداد “الطغاة” الذين التصقوا بالكراسي عن طريق النصب والوعود الكاذبة

0

 

ذ. موسى مريد

ألتقي يوميا بكثير من الناس الذين ما أن نتبادل التحية حتى يبدؤون في الشكوى من الظلم الذي يلحقهم من ممارسات لوبي الفساد و الاستبداد،و هذا طبيعي بحكم متابعتهم لنضالي الميداني المتواضع و منشوراتي الفيسبوكية المعارضة لسياسة الحكرة والتسلط..
و نزولا عند رغبتهم و لأن المجالس أمانات، فإني لن أذكر الأسماء، فبعض الناس يخافون من استمرار الظلم المسلط عليهم و يمنون النفس بعودة المسؤولين الى رشدهم، و البعض الآخر ببساطة خائف من الانتقام، و الكثيرون يقولون أنهم لا يجدون قوة تستطيع أن تحميهم و تساعدهم أمام تغول جبروت الفساد و الاستبداد..
لكن المتتبعين يعرفون أن هناك أسرا كثيرة انقطع رزقها، و هناك شباب كثر تم استغلالهم لسنوات ثم تم طردهم، ليجدوا أنفسهم في مواجهة الفقر و البطالة و غياب الحلول البديلة جراء انعدام فرص الشغل ..
أكثر ما يحزنني شخصيا في هذا الأمر، أن قطع الأرزاق هذا يسبب أذى كبيرا للأطفال الأبرياء، فقد حكى لي أحد الضحايا مثلا كيف أن أبناءه اشتاقوا للتفاح! أيوجد أكثر من هكذا
ألم ؟!
أسر لي أحد العمال الرياضيين طالبا عدم ذكر اسمه، أن زملاءه في العمل لم يتوصلوا بأجرتهم لمدة شهرين، و هم الآن على أبواب هذا الشهر الفضيل، و الكل يعرف أن التكاليف المادية أصبحت ترهق الكثيرين حتى ذوي الأجور المتوسطة، فما بالك بالذين لم يتوصلوا بأجرتهم الهزيلة أصلا!
يحكي أيضا كثير من التجار و المقاولين، كيف تم ابتزازهم و هم يحاولون الحصول على رخص إدارية قانونية، ليجدوا أنفسهم مضطرين لدفع مبلغ الانخراط بزز في الفريق!!
قد يعاتبني البعض، دفاعي عن بعض هؤلاء المقطوعة أرزاقهم، بدعوى أنهم كانوا من أنصار المفسدين و ساهموا في صعودهم، و هذا صحيح في الغالب، و لكني آليت على نفسي أن أدافع دون حسابات سياسوية أو انتخابوية ضيقة عن كل مظلوم و كل ضحية، بغض النظر عن انتمائه او ماضيه او وضعه الاجتماعي و المادي أو أي شيء آخر .. فالدفاع عن المحكورين قناعة و مبدأ، و نعتقد أن جوهر النضال الحقيقي كما علمتنا تجارب كبار مناضلي الانسانية، يكمن في رفع الظلم عن الناس كل الناس، و تقديم العون لهم دون انتظار الجزاء أو الثناء، و فضح المفسدين و التصدي لهم دون هوادة

Loading...