مفتشو التعليم بسيدي بنور ينتفضون في وجه المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسبب عدم الإستجابة لمطالبهم
سيدي بنور نيوز
نظم الفرع الإقليمي بسيدي بنور لنقابة مفتشي التعليم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء: 22 يونيو الجاري أمام مقر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور، دامت ساعتين من 12 زوالا إلى 02 بعد الزوال، شاركت فيها 10 فروع منضوية تحث لواء النقابة الوطنية لمفتشي التعليم.
مع العلم أن هذه الوقفة تم تأجيلها عدة مرات من أجل فسح المجال أمام الحوار والتواصل والبحث عن حلول، لكن بعدما تأكد لهذه النقابة زيف الوعود الكاذبة المقدمة من طرف المسؤولين في المديرية والأكاديمية، لجأت إلى تنظيم هذه الوقفة الإحتجاجية السلمية التي كانت ناجحة ومؤطرة بشكل جيد، وستتبعها في المستقبل أشكال نضالية أخرى مبرمجة لإيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي يتخبط فيها مفتشو التعليم.
1- تصريحات مسؤولة توضح عمق المشاكل التي تعاني منها هيئة التفتيش بسيدي بنور
وقال حميد حيدي مفتش التعليم الإبتدائي بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور، بأن هيئة التفتيش بهذه المديرية نظمت هذه الوقفة الإحتجاجية للتنديد بالظروف الصعبة التي يشتغلون بها، والتي تعيق إنجاح عملهم في التأطير والمراقبة داخل هذه المديرية، ومن بين المشاكل التي نطالب بتسويتها مشكل السيارات، بحيث تعرف حضيرة هذه المديرية خصاصا مهولا في سيارات الخدمة التي تكون الوسيلة الوحيدة للمفتشين للقيام بعملهم داخل المؤسسات التعليمية المنتشرة بهذا الإقليم، الذي يعتبر من الأقاليم الكبرى بجهة الدارالبيضاء سطات، إضافة إلى مشكل قاعة المفتشية التي تعرف خصاصا كبيرا في التجهيزات الأساسية، والتي يستعملها المفتشون في إنجاز الدورات التكوينية لتكوين وتأطير رجال التعليم بإقليم سيدي بنور.
أما عبداللطيف حراثي نائب الكاتب الوطني ومفتش بهيئة المفتشين بالجديدة، فقد جاء لمساندة زملاءه في هذه الوقفة بعدما ساءت الأوضاع بين هيئة المفتشين والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور، فاحتجاج المفتشين يأتي بعد فقدهم آخر شعرة للصبر، ويتمنى من المسؤولين عن هذه المديرية وأيضا المسؤولين عن الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية بجهة الدارالبيضاء سطات، التي كانت دائما متفهمة للمشاكل والإكراهات التي يواجهها المفتشون بهذه الجهة، والتي كانت سباقة إلى حلول أطفأت الغضب، ولهذا أدعوهم للإستجابة لهذا الصوت بعدما ساءت ظروف الإشتغال للمفتشين، ودفعت المفتشين إلى حمل الشارة الحمراء كخطوة أولى تم الإنتقال إلى الإحتجاج كخطوة ثانية، فمجيء المفتشين من عدة جهات من المملكة دعم قوي لهذه الوقفة ودليل قاطع على حجم المشاكل التي تعيشها هذه الهيئة من أجل المطالبة بتحسين ظروف عملها، وحل مشاكلها من طرف المديرية الإقليمية بصفة خاصة والأكاديمية الجهوية بصفة عامة.
هذا في الوقت الذي أوضح فيه عبدالرزاق بن شريج الكاتب الإقليمي لنقابة المفتشين بسيدي بنور، بأن هذه الوقفة جاءت بعد تأجيلها لعدة مرات خلال السنة الماضية، وعقد عدة جلسات بين أعضاء من المكتب الوطني ومسؤولين عن الأكاديمية الجهوية، وتم التوافق على مجموعة من الحلول لأن المنظومة متأزمة منذ سنة 2018، بحيث قررت نقابة المفتشين تنظيم هذه الوقفة الإحتجاجية وأيضا ندوة صحفية ومقاطعة مجموعة من المهام، وتدخلت الأكاديمية من جديد وتم التوافق على مجموعة من الحلول التي تهم الملف المطلبي لهيئة المفتشين بإقليم سيدي بنور، ومنذ تلك الفترة إلى الآن لم يحدث أي تغيير، إذ استمرت الاختلالات التدبيرية والتسيب الكبير، ومن أجل مساندة هذه الوقفة حضرت عشرة فروع تمثل عشرة أقاليم، إذ اقتصرنا على هذه الوقفة الرمزية القصيرة من الساعة 12 إلى 02 بعد الزوال لأن مجموعة من المفتشين ملتزمين بالعمل في امتحانات الباكالوريا، كما حضر معنا ممثلين من المكتب الجهوي وكذلك ممثلين من المكتب الوطني لإنجاح هذه الوقفة، ونتمنى أن تصل الرسالة إلى المسؤولين من خلال تنظيم هذه الوقفة الإحتجاجية.
2 – بيان ختامي ناري يكشف الوعود الكاذبة للمديرية والأكاديمية
وبعد نهاية هذه الوقفة الاحتجاجية تم تلاوة البيان الختامي من طرف عبد الرزاق بنشريج الكاتب الإقليمي لنقابة مفتشي التعليم بسيدي بنور، والذي جاء فيه: بأن المنظومة التربوية عاشت منذ 27 يوليوز 2018 إلى الآن أسرع درجات الإنحدار والتراجع، إذ كان المدير الإقليمي السابق قد جسد أوضح صورة عن هذا الضعف والإنحطاط على كل الأصعدة، وانعكس انسحابه الروحي والنفسي والفعلي من الساحة التربوية على باقي المجالات ومكونات المنظومة الإقليمية وصل مستويات فادحة من الخروج عن السيطرة وفقدان البوصلة، رغم المحاولات التي قام بها المفتشون والمفتشات من الحفاظ على الحد الأدنى من العلاقة التواصلية مع المديرية، رغبة في استمرار تدبيرها التربوي والإداري والمالي والمادي بالمستوى نفسه الذي كانت عليه، لكن تعاقب الأيام كشف أمام نقابة مفتشي التعليم تجاوزات وإختلالات لا يمكن تصورها، وقد سبق للمكتب الإقليمي أن توقع تدني مردودية المنظومة وتقهقر أداءها، مباشرة وترقبه سقوط قيم المنظومة بعد أول دخول مدرسي دون بوصلة.
حيث أصدر بيانا بتاريخ 16 أكتوبر 2018 جاء فيه: يعتبر الدخول المدرسي الحالي أسوء دخول عرفه الإقليم منذ إحداثه، ويتوقع تدني مستوى المنظومة التربوية إقليميا لدرجة تدني تواصل المديرية داخليا وخارجيا، والإرتجالية العشوائية التي تطبع العمل الإداري، ومن أجل زرع نوع من التواصل والتعاون مع مدبرها الجديد، أعلن المفتشون والمفتشات في البيان نفسه، استعداد هيئة التفتيش لتتبع ومواكبة عمل المؤسسات التعليمية، وفق القوانين الناظمة للعمل المشترك للتعاون من أجل المجدين وفضح الممارسات المشينة والسلوكات المعيبة، ورغم دعوة الأكاديمية التدخل من أجل إنقاد المنظومة التعليمية بسيدي بنور، استمر الوضع على ما هو عليه من إنحدار مستمر رغم العديد من البيانات ورسائل طلب المعلومات، حول كثير من المرافق التي أصبحت تسيرها لوبيات تتقاسم مصالح خاصة، وصار شغل هيئة التفتيش مطالبة المديرية بالكشف عن مآل تقارير لجان البحث والتقصي حول التسيب واختراق العمل الإداري، وصلت الى درجة تسريب وثائق إدارية داخلية ونشرها بمواقع التواصل الإجتماعي بهدف زرع الفتنة بين مكونات المنظومة، وصفته النقابة في بيانها بالتدبير المرتجل في مجال التراسل الإداري بين مختلف الفاعلين الإداريين وخاصة الوثائق التي تسجل بمكتب الضبط في التنظيمات التربوية، استعمال الزمن جداول الحصص إلخ في بداية شهر شتنبر لكل سنة، ولا يتوصل به المفتشون إلا في نهاية شهر دجنبر، إذ تعتبر النقابة هذا التصرف المستمر عرقلة مدبرة من طرف مصلحة بعينها، وقد بلغ الأمر إلى حد تزوير تقارير لجان الترخيص لمؤسسات التعليم الخصوصي، التي أصدرت الأكاديمية بموجبها عشرة تراخيص لفتح مؤسسات وتكليف مديرين بتسييرأخرى.
لقد عاشت هيئة التفتيش بالإقليم أسوأ أيامها في السنة الماضية إثر وقوع حادثة سير لمفتشي سير من أعضاءها أثناء رجوعهما من مهام بمؤسسات تعليمية، أصيب أحدهما بعاهة مستدامة لا زال يعاني تبعاتها المادية والنفسية لحد الساعة، خاصة أن ملفه لم يقبل لا في حادثة مصلحة ولا في حادثة سير لأن سيارة المصلحة لا تتوفر على تأمين من المخاطر، وقد أصدر الجمع العام مستهل الموسم الدراسي الحالي بيانا يوم 29 شتنبر 2021 ، قرر فيه مقاطعة عمليات الدخول المدرسي للسنة الدراسية الحالية 2021/2022 ، ومقاطعة كل التكوينات التي تنظمها المديرية لفائدة المدرسات والمدرسين بما فيها التربية الدمجة والتعليم الأولي الخ، وعدم استعمال سيارة المصلحة إلا في حالة وجود السائق، مع مقاطعة المفتشات والمفتشين لكل الإجتماعات التي تقوم بها المديرية، وكذا التكليفات المتعلقة بلجان البحث والتقصي، وتلك المرتبطة بمواكبة الأطر التربوية الجدد، ولكن المديرية لم تستوعب الرسالة جيدا مما دفع النقابة إلى إصدار بيان يوم 11 أكتوبر 2021، أعلنت فيه عن تقديم وقفة احتجاجية يوم 28 أكتوبر 2021 ، وبعد تدخل الأكاديمية وإعطاء رسائل قوية عن بعد نظر النقابة وفسح المجال أمام الإدارة لإيجاد حلول مناسبة، أصدر الجمع العام بلاغا يؤجل فيه الوقفة ومراقبة ما سيحقق من وعود المديرية والأكاديمية، لكن الوقائع كشفت زيف الوعود المقدمة، وانعدام الرغبة الحقيقية في إيجاد الحلول، لهذه الأسباب وغيرها والتي لا يمكن ذكرها في هذه الوقفة، تعلن نقابة مفتشي التعليم بسيدي بنور بأنها ستستمر في برنامجها النضالي إلى أن يؤخذ ملفها المطلبي بجدية، وتتعامل معه المديرية بجدية بعيدا عن التسويف والبحث عن مبررات واهية.