ذ. موسى مُريد
مساء أمس، و بينما كنت أقتني بعض الأدوية من إحدى الصيدليات بالزمامرة، دخل شاب مصاب في أصبعه، نتيجة سقوط قطعة كبيرة من الرخام على يده، و طلب من الصيدلي مُسكّنا للألم، فنصحه هذا الأخير بالذهاب للمستشفى المحلي من أجل فحص يده بالراديو و تلقي الإسعافات الأولية، فأجاب الشاب بأنه عائد لتوه من هناك، و قد قيل له أن جهاز الراديو معطل!! و عليه الذهاب الى مستشفى محمد الخامس بالجديدة!! و أضاف الشاب المسكين، أنه يشعر بألم شديد و يريد هذا المُسكّن كي يرتاح قليلا و يستطيع النوم ليسافر صباحا الى مستشفى محمد الخامس بالجديدة..
تذكرت حينها أني دعوت شخصيا بمعية بعض النشطاء الى وقفة احتجاجية في 21 أكتوبر 2019 ، احتجاجا على الوضع المزري للمستشفى المحلي بالزمامرة، طالبنا فيها المسؤولين بضرورة إعادة تجهيزه بالمعدات اللازمة بينها هذا الراديو (المعطل دوما)، و كذلك بالأطر الطبية المختصة التي تم تهريبها الى مدن أخرى، و إعادة تشغيل كل أقسامه.. و قد عرفت هذه الوقفة نجاحا كبيرا، من حيث إجماع المواطنات و المواطنين على مشروعية مطالبها، كما عرفت نجاحا على صعيد الحضور و التنظيم و قوة الشعارات..
و لأننا لسنا هواة احتجاج، بل دعاة حوار بناء هادف، قامت لجنة من النشطاء منظمي الوقفة السالفة الذكر، بزيارة المدير الاقليمي للصحة بسيدي بنور، و بعد اجتماع مطول ، طمأن هذا المسؤول الحاضرين، و أخبرهم بأن هناك قرارا رسميا بإعادة صيانة بنايات المستشفى، و تجهيزه بمعدات جديدة بينها جهاز راديو حديث.. و أن هذه الأمور ستنجز في القريب العاجل..
مرت قرابة سنتين على هذا الاجتماع، تم تغيير المدير الاقليمي للصحة، و بقي المستشفى المحلي للزمامرة على حاله، فلا إصلاح تم و لا تجهيز توفر و لا هم يحزنون… و اصبح هناك شبه احساس جمعي لدى الرأي العام المحلي بأنه لم يعد هناك من مستشفى في الزمامرة، فلا يمكن أن نسمي بناية بلا أطر متخصصة و بلا تجهيزات، مستشفى! فتلك البناية التي كانت تتوفر على اطباء اختصاصيين و تجهيزات مهمة فيما مضى، أصبحت اليوم، و بفعل الإهمال و اللامبالاة و القرارات اللامسؤولة و غياب الحكامة الجيدة و الرقابة و المحاسبة، مجرد محطة لتوجيه المرضى نحو مستشفى مدينة الجديدة !
في مثل هكذا قضايا، حين يتعلق الأمر بصحة المواطنات و المواطنين، و تعليمهم و تشغيلهم و سكناهم و قوتهم اليومي، و كما يعرف الجميع في هذا الإقليم المسكين الممتلئ بالفساد و المفسدين، لا نكاد نسمع للمنتخبين ممثلي السكان (يا حسرة) صوتا.. فالمجلس الجماعي للزمامرة مثلا، لا يهتم إلا بنادي كرة القدم أو كما يحلو للبعض من الأتباع تسميته بفريق الرئيس! و رغم أن المستشفى المحلي يقع داخل دائرة نفوذ المجلس الجماعي، فإن صحة السكان لا توجد ضمن اهتماماته للأسف! و نتساءل هنا باستغراب شديد: كيف يعقل أن يتم إغداق الملايير من ميزانية المجلس الجماعي للزمامرة على فريق الكرة، في حين لم يحظ المستشفى المحلي للزمامرة بأي التفاتة منه؟! و إنه لبؤس سياسي مبين إذن.
و كما أسلفنا من قبل، فلسنا هواة تنظيم احتجاجات، و لسنا تجار انتخابات، فنحن نمارس السياسة كخدمة عمومية تطوعية من أجل تحقيق المصالح العامة للناس أولا و أخيرا.. لا يحركنا غير واجبنا الوطني و الأخلاقي في الدفاع عن حقوق المرضى من المواطنين و المواطنات، و ألمنا و حرقتنا و نحن نعاين يوميا معاناة الأطفال و الشيوخ و النساء بستة جماعات بدائرة الزمامرة مع هذا الوضع الكارثي الذي وصل اليه المستشفى المحلي للزمامرة..
و عليه، فإننا نتوجه الى السيد وزير الصحة بصفته الوصي على القطاع، للتدخل العاجل من أجل تجهيز المستشفى المحلي للزمامرة بالأطر الكفؤة و التجهيزات الطبية اللازمة..
ندعو أيضا السيد عامل اقليم سيدي بنور، بحكم مسؤولياته كممثل للدولة بالإقليم، لزيارة المستشفى المحلي للزمامرة، و معاينة الوضع الكارثي الذي يعيشه، و نطالبه بسرعة ايجاد الحلول اللازمة لتأهيل و صيانة و تجهيز هذا المرفق العمومي الحيوي..
نطالب السيد المدير الاقليمي للصحة لسيدي بنور، بإخراج وعود المدير الاقليمي السابق المتعلقة بصيانة و تجهيز المستشفى المحلي للزمامرة الى حيز الوجود و في أقرب الآجال.