عن كلام ماكرون… وعبد الجبار حامل الأمتعة الذي تحول لحديت الساعة بالزمامرة

0

 

كتبها “لسيدي بنور نيوز”
موسى مريد.

فتحت الحاسوب هذا المساء، في ذهني أفكار كثيرة، ربما تفيد في النقاش الدائر حول كلام الرئيس الفرنسي ماكرون السطحي عن حرية التعبير ودفاعه الأرعن عن نشر الرسوم المسيئة لنبينا الكريم، وقررت أن أكتب مقالة نارية عبارة عن رسالة في التنوير الى المسيو ماكرون، أفند كل ادعاءاته، و أفضح ازدواجية خطابه و نفاقه، و أعلمه معنى ثقافة الاحترام و الاعتدال، وكيف يستطيع بكل مسؤولية و حكمة قيادة دولة تقول بالتعدد و الحرية و حقوق الإنسان .. لكن هاتفي رن، أحد أصدقائي البسطاء الطيبين بالزمامرة كان على الخط، أخبرني بصوت حزين( جاتني في الما 2000 درهم اخويا موسى خاص الاحتجاج).. تملكني غضب شديد ، و تألمت أكثر لأني أعرف جيدا أن صديقي هذا لا دخل قار له و لديه أربعة أطفال و مصاريف كراء و همّ كثير… صعقت حتى تشتت أفكاري، فأفلت ماكرون من مقصلة كلماتي، كنت سأجعل هذا الأحمق أضحوكة أمام أولاد الخميس… تركت حاسوبي، و جلست حزينا أفكر.. ماذا لو كان لدينا مجلس بلدي يمثل الناس حقا، كان صديقي ليتصل بممثل دائرته، او يذهب الى مقر الجماعة فيجد الرئيس بمكتبه، فيستقبله أحسن استقبال، و يستمع الى شكواه، و يغضب، و يستدعي مدير لاراديج الى دورة استثنائية و يكشكش و يضرب بكفيه على المكتب و يرفع صوته مجلجلا ( مال هاد السيد زارع الدلاح)… لو كان لدينا نواب برلمانيون موجودون دائما بجانب المواطنين، لتدخلوا لرفع الظلم عن سكان الزمامرة، و لتراجعت لاراديج عن نهبها المفضوح لجيوب البسطاء و الفقراء، و لكتبت مقالتي عن ماكرون، كنت سألقنه درسا لن ينساه ..
بعد طول تفكير، قررت أن ألتجئ الى شعب الفيسبوك، و أقترح على الرفاق والأصدقاء بعض الصيغ النضالية للتداول فيها، و بعدها ربما أعيد ترتيب أفكاري، و أكتب الى ماكرون، لا يجب أن ينجو هذا الغبي الأرعن من تقريع قلمي.. لكني صدمت، حينما قرأت أخبارا تفيد بطرد عبد الجبار الطيب الدرويش من عمله كحامل للأمتعة بفريق نهضة الزمامرة لكرة القدم.. ( رئيس الفريق يطرد حامل الامتعة بمكالمة هاتفية) هكذا كان عنوان مادة صحفية يتداولها أبناء الزمامرة باستهجان على جدرانهم الفيسبوكية … يا للهول، كيف يعقل هذا ؟ لا أصدق أن يتم طرد هذا الرجل الطيب الخدوم المسالم المتواضع الذي عشق هذا الفريق و أفنى فيه حياته لاعبا و مستخدما.. تملكني غضب شديد و ألم لا يتصور، أغمضت عيناي و حاولت أن أهدأ، و قلت في نفسي، لو كان لنا رئيس له غيرة على أبناء هذه المدينة لما طرد عبد الجبار، لو أنه فكر في أطفاله لما فعل هذا.. تلاشت كل أفكاري، لما تذكرت أن هناك الكثير من المظلومين في هذا الوطن أمثال عبد الجبار و صديقي البسيط الذي يمر بمحنة حقيقية بسبب جور لاراديج … هكذا أفلت مني المسيو ماكرون

Loading...