يأتي افتتاح الموسم الشمندري بمدينة سيدي بنور هذه السنة في سنة استثنائية ليست ككل السنوات ،تتميز بانتشار فيروس كورونا في مجموعة من البؤر في المدن المغربية الكبرى . و إذا علمنا أن هذا لفيروس ينتقل بين البشر عبر المخالطة ،ندرك مدى الخطر الذي ينطوي عليه الموسم الشمندري الحالي خاصة أن بعض اليد العاملة من سائقي الشاحنات و الجرارات و مساعدوهم يأتون في الغالب من مناطق تشكل الآن بؤرا للفيروس اللعين و هذا يجعل التحدي صعبا .
و جدير بالذكر أن هاته اليد العاملة تستقر بالمدينة باكترائها لمنازل و غرف و تتنقل إلى القرى المجاورة لنقل الشمندر و ما قد ينتج عن ذلك من مخالطة مع ساكنتها و تهديد لسلامتها . هل تملك كوزيمار إمكانية إجراء تحاليل و كشوفات لهذه اليد العاملة بتأطير من المصالح قبل دمجها في العمل ؟ و هل وفرت الإمكانات اللوجستيكية الضرورية و الكافية في التعقيم و التطهير ؟ و هل ستقوم بتعقيم الشاحنات بشكل مستمر عوض الاكتفاء بوضع قطعات من الصابون لليد العاملة لن تكون كافية وحدها لدرء الأخطار ؟
هذا التحدي يفرض على السلطات الإقليمية و المحلية أن تنهج مقاربة استباقية في التعامل مع الموسم الشمندري ، و ذلك بإلزام كوزيمار سيدي بنور بكل الالتزامات و الإجراءات الوقائية التي تؤمن سلامة مواطني المدينة و الإقليم ، لأن ما قامت به الشركة لحد الآن غير مطمئن بدليل أن ممر التعقيم الذي وضعته بالمستشفى الإقليمي بسيدي بنور أصابه العطب فيل أن يبدأ . كما أنها لم تساهم في دعم مجهودات كورونا على المستوى الصحي كما بادر إلى ذلك المكتب الشريف للفوسفاط .
لم يعد اليوم مسموحا لشركة صناعية أن تلقي كل العبء على السلطات الإقليمية و المحلية و المنتخبين دون أن تدفع درهما واحدا ، بل هي ملزمة بتغيير تعاملها ما دامت تدفع بكونها مقاولة مواطنة من حقها أن تربح لكن من الواجب عليها أن تدفع ثمن المخاطر التي تسببها من تلويث للبيئة ، و من احتمال انتشار فيروس كورونا بسبب الأيدي العاملة الوافدة و مخالطتها المحتملة للساكنة ، و ليس نموذج المؤسسة الصناعية بعين السبع بالدار البيضاء ببعيد عن أذهاننا حيث أصيب أغلب العاملين و العاملات بالفيروس القاتل .
فهل من آذان صاغية ؟